كلمة رئيس الجمهورية في المؤتمر العلمي الدولي حول الإبادة الجماعية للكرد الفيليين
نيابة عن فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، ألقى مستشار فخامته الدكتور عبد الله علياوي كلمة السيد الرئيس خلال مشاركته في المؤتمر العلمي الدولي حول الإبادة الجماعية للأمة الكردستانية (الإبادة الجماعية للأكراد الفيليين) المنعقد في أربيل.
وفي ما يلي نص الكلمة:
"فخامة الرئيس مسعود بارزاني المحترم
السيد نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق المحترم
السيد مسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان العراق المحترم
سادتي الحضور جميعاً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني أن أنقل إليكم تحيات فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد ومباركته لمؤتمركم وتمنياته لكم بالتوفيق، ويؤكد الرئيس دعمه الكامل لقضية الكرد الفيليين ومطالبهم، وكان يتمنى المشاركة في المؤتمر إلا أن التزاماته المسبقة حالت دون ذلك، ولذلك أقرا عليكم كلمة فخامته إلى مؤتمركم الموقر.
بسم الله الرحمن الرحيم
"ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار"
كانت حملة الإبادة الجماعة ضد الكرد الفيليين واحدة من أقسى حالات الظلم والاضطهاد التي تعرض لها الكرد على يد النظام البائد الذي طالت يده الآثمة معظم المناطق الكردية فاستهدف بجرائمه مدينة حلجة التي قصفها بالسلاح الكيماوي وهدم الآف القرى الكردية بالإضافة الى مقتل عشرات الآلاف من الأبرياء في عمليات الأنفال السيئة الصيت وكذلك قتل وتغييب وتهجير آلاف البارزانيين بدون ذنب اقترفوه، ونظم حملات التغيير الديمغرافي في أكثر من بقعة كردستانية.
43 عاما مرت على إصدار التسفير ونزع الجنسية العراقية عن الكرد الفيليين وإعدام وتهجير الآلاف بإلقائهم على الحدود الدولية بعد مصادرة ممتلكاتهم وتركهم في أقسى الظروف ليموت المئات في رحلة العذاب دون أن تمتد إليهم يد الرحمة، حيث أثبت الطاغية المقبور عنصريته وطائفيته وإجرامه هو وحزبته بارتكابه لتلك الجريمة بعد حلقات متقطعة من عمليات التهجير ونزع الجنسية بدأت منذ وصول حزب البعث الى السلطة عام 1968 ومما يؤسف له أن الكثير من الحكومات والمنظمات الدولية لم تهتم آنذاك بضحايا الجريمة النكراء التي خرقت كل القوانين الدولية ولوائح حقوق الإنسان والتعاليم الدينية والأخلاقية.
وكان هذا الصمت هو الضوء الأخضر الذي استغله النظام الإجرامي لإطلاق بطشه الدموي في كل الاتجاهات داخل العراق وبخاصة ضد الشعب الكردي وليمتد إجرامه إلى شعوب الدول المجاورة، لا نحتاج إلى أدلة لإثبات الاستحقاق الوطني والإنساني للكرد الفيليين فأبناء هذا المكون تركوا أثرهم الطيب في كل قطاعات الحياة في العراق، وساهموا في بناء مدنه ومؤسساته وكان دورهم الثقافي محوريا في تشكيل الذاكرة العراقية، ولا يقل عن ذلك أثرهم الاقتصادي وقد أثبت هذا المكون اعتزازه بجذوره وحبه لوطنه عبر مساهمة أبنائه في النضال ضد الدكتاتورية كلما سمحت لهم الظروف وتوافرت لهم الفرصة، ولذلك حضر الكرد الفيليون وبأدوار بارزة في جبهات المواجهة المختلفة والعناوين الأيدلوجية العديدة.
لقد كان الكرد الفيليون الضحية الأولى لنظام البعث، ولكنهم لم يحصلوا على المستوى اللائق من العدالة حتى اليوم بل أنهم وللأسف يواجهون ظلما جديدا سواء بتأخير حصولهم على حقوقهم أو في عدم منح مأساتهم الإنسانية الاهتمام الكافي ثقافيا وإعلاميا وعلميا.
هناك من لا يزال يدافع عن سياسة الطاغية المقبور ويبرر له جرائمه ولذلك فأن لمؤتمركم أهمية كبيرة في تسليط الأضواء على معاناة الكرد الفيليين وتوثيق ما تعرضوا له من ظلم لتعريف الأجيال الجديدة بهذه المأساة وتدوينها في الذاكرة الشعبية والإنسانية الى جانب الجرائم الكبرى ضد الإنسانية التي ارتكبها الطغاة.
ومن المهم جدا أن تتوحد كلمتكم فبدونها لم تتحقق مطالبكم ومن المهم جدا أن تتوحد كلمتكم على رأي وموقف واحد في المجالات السياسية والثقافية وغيرها من أجل تحقيق الأهداف المرجوة في خدمة تطلعات الكرد الفيليين، وهو واجب يقع تنفيذه على عاتق الجميع.
نتمنى التوفيق والنجاح لمؤتمركم، وندعو جميع الجهات الرسمية والشعبية والسياسية الى دعم قضيتكم وإعادة الحق إلى أصحابه.
وختاما الرحمة والغفران لشهداء الكرد الفليين وجميع شهداء العراق".
Presedent